مقدمه الخط العربى

[center]مقدمه الخط العربى

مقدمه الخط العربى

حمد لله الذى علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم وصلاة وسلام على نبيه الاكرم صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد ,,

إن الانسان الذى تسمو مشاعره وترق أحساسيه وترقى شفافيته ذلك الذى يؤتيه الله قدر من الحس الروحى ليستجلى ويستشف مواطن الجمال فى دنيا الروح والخيال وفى عالم اليوم ( عالم المادة ) الذى نعيش فيه أصبح الانسان آليا فكل ما يصدر يتسم بطابع الجمود تخرج افرازاته وانفعلاته خاليه من الروح مصنوعة مبرمجة وفى ظل هذا المناخ المادى أصبح الفن كالصناعة لا يستند الى ترجمة الشعور او الوجدان الذى هو من مكونات الإنسان مادة وروحا ...

فالرسم أصبح لا يعبر معظمه عن المشاعر الإنسانية ولا نبض الرومانسية كما كان فى الماضى وكذلك الخط الذى هو كما قيل هندسة روحانية وان من خطل الرآى وخطأ الرؤى أن نفرق بين الخط والرسم فالخط لا يعدو ان يكون رسما نسيج واحد ضفيرة واحدة وكلمة خط معناه الرسم أو الركش أو بمعنى أوضح . التعبير بالخط فى دوران وانحناء وتقابل وتثني وتشكيل وبناء وتجسيد للكلمة وسينفونيتها

ان هذا الفن ثورة قومية يجب الحفاظ عليها كما قال "الخطاط خضير البورسعيدى " ( الخط العربى أمانة فى عنق كل عربى ) ...

فإن كان كذلك فماهو نصيب هذا التراث الذى هو أحد ملامح القومية العربية ؟ والذى لم يلقى من اهتمامات العرب القدر الذى يستحقه كالفنون الأخرى .. هل هذا سببه هو انعدام المفاهيم ؟ أو فساد جوهر المتزوق ؟ أو رحيل أصحاب الأقلام ؟

فإننا جميعنا نطالع وسائل الإعلامبعناوين لا تكاد تقرأ ولا تكاد تبين وإن هذه القضية هى قضية التكوين الجمالى والبناء الهيكلى .

وقد سلك الأقدمون حفاظا على معايير الخط ومقاييسه بوضع نقط للحروف للتقريب النسبى وقد ذهب بعض الخطاطين إلى أنه إن كان هناك تكوين جمالى تشكيلى يستوجب بعض التجاوزات فى مقاييس بعض الحروف فلا تثريب ولا خطأ مادام ذالك يخدم الشكل الجمالى الهيكلى للتكوين شأنه كما يحدث فى الرسم

وإن هذه فطرة الله عندما يشكل الإنسان بنسب مختلفة ثم ينفخ فيه الروح التى تطل من وراء هذه الملامح

وتقييم الحروف بالحس كما يرسم الفنان يرى الحروف ثم يحسها وتخلل روحه ثم يرسمها فى خياله ويكتبها وعند ذلك يكون قد استوعبها من غير نقط . فإذا ماتاهت عنه مقاييس الحروف فليرجع البصر مرة أخرى ويكون الحس الروحى وحده هو المسيطر على ملكات النقل وعندئذ تكون تلك هذه السمات المميزة للفنان الاصيل .

" ولا أحد يصعد الجبال بمجرد النظر إليه " ..... هانى المصرى

[/center]

هانى المصرى

مقدمه الخط العربى

حمد لله الذى علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم وصلاة وسلام على نبيه الاكرم صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد ,,

إن الانسان الذى تسمو مشاعره وترق أحساسيه وترقى شفافيته ذلك الذى يؤتيه الله قدر من الحس الروحى ليستجلى ويستشف مواطن الجمال فى دنيا الروح والخيال وفى عالم اليوم ( عالم المادة ) الذى نعيش فيه أصبح الانسان آليا فكل ما يصدر يتسم بطابع الجمود تخرج افرازاته وانفعلاته خاليه من الروح مصنوعة مبرمجة وفى ظل هذا المناخ المادى أصبح الفن كالصناعة لا يستند الى ترجمة الشعور او الوجدان الذى هو من مكونات الإنسان مادة وروحا ...

فالرسم أصبح لا يعبر معظمه عن المشاعر الإنسانية ولا نبض الرومانسية كما كان فى الماضى وكذلك الخط الذى هو كما قيل هندسة روحانية وان من خطل الرآى وخطأ الرؤى أن نفرق بين الخط والرسم فالخط لا يعدو ان يكون رسما نسيج واحد ضفيرة واحدة وكلمة خط معناه الرسم أو الركش أو بمعنى أوضح . التعبير بالخط فى دوران وانحناء وتقابل وتثني وتشكيل وبناء وتجسيد للكلمة وسينفونيتها

ان هذا الفن ثورة قومية يجب الحفاظ عليها كما قال "الخطاط خضير البورسعيدى " ( الخط العربى أمانة فى عنق كل عربى ) ...

فإن كان كذلك فماهو نصيب هذا التراث الذى هو أحد ملامح القومية العربية ؟ والذى لم يلقى من اهتمامات العرب القدر الذى يستحقه كالفنون الأخرى .. هل هذا سببه هو انعدام المفاهيم ؟ أو فساد جوهر المتزوق ؟ أو رحيل أصحاب الأقلام ؟

فإننا جميعنا نطالع وسائل الإعلامبعناوين لا تكاد تقرأ ولا تكاد تبين وإن هذه القضية هى قضية التكوين الجمالى والبناء الهيكلى .

وقد سلك الأقدمون حفاظا على معايير الخط ومقاييسه بوضع نقط للحروف للتقريب النسبى وقد ذهب بعض الخطاطين إلى أنه إن كان هناك تكوين جمالى تشكيلى يستوجب بعض التجاوزات فى مقاييس بعض الحروف فلا تثريب ولا خطأ مادام ذالك يخدم الشكل الجمالى الهيكلى للتكوين شأنه كما يحدث فى الرسم

وإن هذه فطرة الله عندما يشكل الإنسان بنسب مختلفة ثم ينفخ فيه الروح التى تطل من وراء هذه الملامح

وتقييم الحروف بالحس كما يرسم الفنان يرى الحروف ثم يحسها وتخلل روحه ثم يرسمها فى خياله ويكتبها وعند ذلك يكون قد استوعبها من غير نقط . فإذا ماتاهت عنه مقاييس الحروف فليرجع البصر مرة أخرى ويكون الحس الروحى وحده هو المسيطر على ملكات النقل وعندئذ تكون تلك هذه السمات المميزة للفنان الاصيل .

" ولا أحد يصعد الجبال بمجرد النظر إليه " .

هانى المصرى