عبد الله فايز فرحات علام مشرف متميز
دولتى : نشاطى : عدد المساهمات : 172 نقاط : 5540 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 34 الموقع : http://www.alserah.net
بطاقة الشخصية نقاط التميز: 10 الاوسمة:
| موضوع: الحياة في المدينة - المؤاخاة بين المسلمين الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 1:18 pm | |
| وكما قام النبي ( ببناء المسجد ) مركز التجمع والتآلف ،قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار . قال ابن القيم : ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك ، وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار ، آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر ، فلما أنزل الله عز وجل وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض _ رد التوارث دون عقد الأخوة .
وقد قيل إنه آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية ... والثبت الأول والمهاجرون كانوا مستغنين بأخوة الإسلام وأخوة الدار وقرابة النسب عن عقد مؤاخاة بخلاف المهاجرين مع الأنصار .
ومعنى هذا الإخاء _ كما قال محمد الغزالي _ أن تذوب عصبيات الجاهلية ، فلا حمية إلا للإسلام وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن ، فلا يتقدم أحد أو يتأخر إلا بمروءته وتقواه .
وقد جعل الرسول هذه الأخوة عقداً نافذاً ، لا لفظاً فارغاً ، وعملاً يرتبط بالدماء ، والأموال ، لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر .
وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال .
فقد روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن وسعد ابن الربيع ، فقال لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالاً ، فاقسم مالي . نصفين ، ولي امرأتان ، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي ، أطلقها ، فإذا انقضت عدتها فتزوجها ،قال : بارك الله لك في أهلك ومالك ، وأين سوقكم ؟ فدلوه على سوق بني قينقاع ، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة ، فقال النبي : مهيم ؟ قال : تزوجت . قال : كم سقت إليها ؟ قال : نواة من ذهب .
وروى عن أبي هريرة قال : قالت الأنصار للنبي : اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل . قال : لا . فقالوا : فتكفونا المؤنة ، ونشر ككم في الثمرة . قالوا سمعنا وأطعنا.
وهذا يدلنا على ما كان عليه الأنصار من الحفاوة البالغة بإخوانهم المهاجرين ، ومن التضحية والإيثار والود والصفاء ، وما كان عليه المهاجرون من تقدير هذا الكرم حق قدره ، فلم يستغلوه ولم ينالوا منه إلا بقدر ما يقيم أودهم .
وحقاً فقد كانت هذه المؤاخاة حكمة فذة ، وسياسة صائبة حكيمة ، وحلاً رائعاً لكثير من المشاكل التي كان يواجهها المسلمون ، والتي أشرنا إليها . | |
|