[size=24]قد قال لي يوما أبي:.........إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب.....وغدوت تلعق من ثراها البؤس.....في الليل الكئيب.....قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب.....إن صرت يا ولدي غريبا في الزحام.....أو صارت الدنيا امتهانا...في امتهان.....أوجئت تطلب عزة الأنسان في دنيا الهوان.....إن ضاقت الدنيا عليك.....فخذ همومك في يديك.....واذهب الي قبر الحسين.....وهناك ((صلِّي ...ركعتين.....كانت هموم أبي تذوب.....بركعتين.....كل الذي يبغية في الدنيا صلاة في الحسين.....أو دعوة لله أن يرضي علية.....لكي يري....جد الحسين.....قد كنت مثل أبي أصلي في المساء.....وأظل أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء.....وأتيت يوما للمدينة كالغريب.....ورنين صوت أبي يهز مسامعي.....وسط الضباب وفي الزحام.....يهزني في مضجعي.....أحشاؤها حبلي بطفل....غير معروف.....الهوية.....أحزانها كرماد أنثي.....ربما كانت....ضحية.....أنفاسها كالقيد يعصف بالسجين.....طرقاتها......سوداء كالليل الحزين.....أشجارها صفراء والدم في شوارعها.....يسيل...........وهناك في ضرب المدينة ضاع مني كل شئ......أضواؤها الصفراء كالشبح المخيف......جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء الرصيف.....ماتوا يريدون الرغيف............أبتاة.......أيامي هنا تمضي مع الحزن العميق......وأعيش وحدي..قد فقدت القلب والنبض الرقيق.....درب المدينة يا أبي درب عتيق.....تتربع الأحزان في أرجائة....ويموت الحب والأمل الغريق........ماذا ستفعل يا أبي إن جئت يوما دربنا.....أتُري ستحيا مثلنا؟!.....ستموت يا أبتاة حزنا بيننا.....وستسمع الأصوات تصرخ يا أبي.....يا ليتنا.....يا ليتنا.....يا ليتنا!!!!!........وغدوت بين الدرب ألتمس الهروب....أين المفر؟!........والعمر يسرع للغروب.......أبتاة......لا تحزن....فقد مضت السنون.....ولم أصل....في الحسين......لو كنت يا أبتاة مثلي.....لعرفت كيف يضيع منا كل شئ....بالرغم منا....قد نضيع.......بالرغم منا قد نضيع......من يمنح الغرباء دفئا في الصقيع؟......من يجعل الغصن العقيم......يجئ يوما بالربيع؟......من ينقذ الإنسان من هذا القطيع؟!.....أبتاة..........بالأمس عدت الي الحسين......صليت فية الركعتين.......بقيت همومي مثلما كانت......صارت همومي في المدينة لا تذوب......بركعتين!!،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الشاعر المبدع فاروق جويدة،،،،،،،