بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تتكرر الأحداث بصورة ملفتة للإنتباه , عندما يصبح جليا أن ما نراه في أغلبه لا يتعدى عملية تمويه محبوكة لإبعادد الأنظار عن مؤامرة تم بالفعل تسريع وتيرتها لهدم المسجد الأقصى و تهويد القدس و عزل تلك المنطقة بأسرها , عندما نبدأ جميعا في إختزال قضية بأكملها في طرف واحد و مشكلاته , عندها دوري و دور أي إنسان يؤمن بحق بالقضية الفلسطينية أن يقول لا .
لا, فلسطين القضية ليست غزة , فلسطين القضية و ليست حماس .
مع بداية العام الماضي أستمرت إسرائيل في عدوان بدأته على العزل في غزة , و بعيدا عن مسببات و تحليلات لما مضى وضح في منتصف العمليات أن الهدف ليس حماس و لا غزة و لا حتى شاليط , الهدف هو خلق قضية جديدة داخل قضية ...لماذا ؟
لتشتيت الإنتباه , و لكن الآن مع حملة تصعيد لم تبدأ أيضا في ي إسرائيل بل بدأت خارجها و منذ بضعة شهور قبل إنقضاء العام فمن مجهود للتصلح بين المقاومة و بين فشل و آخر بات جليا أن الحل أصبح بعيد المنال , لماذا ؟
لا أدري و لا يدري أحد , فربما بالفعل شروط المصالحة مجحفة بالنسبة لحماس , و لكن ما هي تلك الشروط المجحفة اللتي تؤدي لفرقة بين أبناء وطن واحد , وطن أسير .
لا أدري و لا أظن أن أحدا يدري بالفعل , و مع إقتراب عام جديد و بسبب أحداث في إحدى المباريات أصبح المصريون مستفزون ضد أشياء كثيرة , فأي شيء عربي ينتقد أي شيء مصري أصبح في الغالب غير مقبول , و لم تكد الأحداث تنقضي إلا و بنا نفاجأ بخبر عن أعمال هندسية على الحدود , إدعى البعض أنها حائط لم يسبق له مثيل ( تصورت للحظات أنه خط برليف ثاتي ) , حتى تبينت الأمور أنه حائط تحت الأرض للحد (( و ليس لمنع ) الأنفاق !
ربما أوافق أو أعترض على المشروع لسبب أو لآخر , لكن كيف لخبر مثل هذا أن يثير مثل هذه العاصفة .
رصاصة "مجهولة" المصدر تريق دم جندي مصري , و الأهم تثير مشاعر أغلب المصريين...المستنفرة بالأساس
في نفس الأثناء و منذ منتصف العام الماضي و أهالي القدس في شتى وسائل الإعلام يقدمون المبادرة تلو الأخرى لتبني العرب للقدس كعاصمة ثقافية أو كعاصمة ....الخ أنباء منذ العمليات عن أوامر بتصعيد أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى , ماذا يحدث ؟
و مع مجيء الحكومة المتشددة الجديدة بقيادة نفس القذر القديم ,صدرت أوامر بتهويد القدس ( سواء علنا أو سرا ) بل و يقال أن عمليات الحفر قاربت من مرحلتها النهائية ( هناك من يقول أقل من عامين ) .
تهجير لفلسطينين و طردهم من منازلهم آخرها اليوم بتشريد 220 مزارع فلسطيني من طانا بعد هدم منازلهم بأكملها , و مخطط إستيطاني توسعي أكبر من سابقه .
في نفس الأثناء اعلنت الدولة الصهيونية عن بناء جدارها الخاص ؟ على حدود مصر , و عن إستعدادها لتوجيه ضربة جديدة لغزة ؟
هل يوجد مستوطنات في داخل غزة ؟
متى كانت آخر عملية نفذتها أي فصيلة داخل غزة ضد إسرائيل و ما هي آثارها المدمرة ؟
لماذا تريد إسرائيل قصف غزة مرة أخرى ؟
لتدمير البنية التحتية للمقاومة من جديد كما قالت أول مرة ؟
لضرب عدد آخر من الأنفاق ؟
حقيقة سواء كانت العملية العسكرية تهديد أو حقيقة في الحالتين لا أجد مبرر لها ؟
اللهم التشتيت و زيادة الخلاف و الفرقة ليس فقط بين فصائل المقاومة في داخل فلسطين بل بين من هم على فرقة أصلا خارجها .
فكل فرد في العالم العربي ( و ربما الإسلامي ) يقف مع طرف و بالتسبة له الطرف الآخر عدو و عميل و خائن .
كل فرد منا له عدو...منا
أصبحنا جميعا متحيزين لفلسطين ...ضد فلسطين
و الله المستعان
__________________
البحث عن مواضيع لنفس العضو
__________________
الجدار و الرصاصة ... و مسجد ينهار